بقلم مى عزام ٣/ ٢/ ٢٠١١
استيقظت على تليفون من والدتى، كان صوتها حزيناً وهى تقول لى «عايزين إيه تانى من الريس إيه قلة الأدب دى؟ الأولاد دول ماتربوش، اعتبروه أبوكم يا ناس» لم تكن أمى فقط هى صاحبة فكرة احترام الرئيس الأب، ولكننى وجدتها منتشرة فى كل قنوات التليفزيون المصرى الحكومية والخاصة، وجعلنى ذلك أتذكر مقالاً قرأته منذ فترة طويلة، وكان للدكتور زكى نجيب محمود، كتبه فى نهاية السبعينيات من القرن الماضى، يحلل فيه الصفة التى أطلقها الرئيس السادات على نفسه فى ذلك الحين وتم ترويجها فى الشارع المصرى وهى «رب العائلة المصرية» وقيم القرية وأهمها «العيب» التى أراد بها السادات تكميم أفواه معارضيه.
حلل المفكر الفيلسوف هذه الحالة، وانتهى إلى أن صفة «رب العيلة» و«العيب» معايير لا يجوز التعامل بها مع رئيس الدولة، فالقيم والمعايير التى تحكم العلاقة داخل الأسرة تقوم على أواصر الدم والقرابة والخروج عن طاعة رب الأسرة، فى تلك الحالة، تُعد عقوقاً وهو ذنب وخطيئة تجرمهما كل الأديان السماوية والأعراف الاجتماعية، لا يجوز للابن الخروج عن طاعة والده، حتى إن أخطأ هذا الأخير فى حقه، أو حتى طمع فى ماله فكما يقول رسولنا الكريم «أنت ومالك لأبيك» الأب يتحكم ويفرض رأيه فى الأسرة، فالديمقراطية لا تمارس فى نطاقها، فنحن لا نختار آباءنا كما أننا جميعاً نؤمن بأن الأب يعمل من أجل صالح أسرته مهما حدث، لا يختلف اثنان على أن الأب يريد الأفضل لأبنه، فالأبوة هى علاقة إيثار لا مثيل لها فى حين أن العلاقات الأخرى تحكمها المصالح المتبادلة، وهو ما يحدث فى الدولة.
رئيس الجمهورية يتم اختياره لأداء مهمة معينة وهى قيادة الدولة خلال فترة زمنية محددة فى دستور البلاد لا يجوز مهما كان ناجحاً وحكيماً تجاوزها احتراماً للدستور ومبدأ تداول السلطة، فالرئيس موظف رفيع المستوى عند شعبه، ينفق الشعب من قوته على سفرياته وإجازاته ومظهره ومظهر أفراد أسرته، مقابل أن يدير هذا البلد ومقدراته بأفضل طريقة توفر للشعب حياة كريمة حرة وآمنة، يتمتع فيها بالعدل والمساواة، هذا هو الحال فى جميع دول العالم الديمقراطية، لا يتم الخلط بين الخاص والعام فى شخص الرئيس، حين يهاجم أفراد الشعب الرؤساء ويسخرون منهم فى رسوم كاريكاتورية أو بشعارات تخرج عن اللياقة، يهاجم هنا رئيس الدولة بصفته وليس لشخصه، فبوش وهو فى السلطة تم تصنيع دُمَى تشبهه وتم حرقها فى كل مكان فى العالم بعد غزو العراق، وتم وصفه بأشنع الصفات ولم يكن فى إمكانه محاكمة أو معاقبة أو حتى إدانة من فعل ذلك، أما الآن وهو خارج السلطة فليس من حق أحد إهانته أو تجريحه فى معرض حديث عن شخصه، وإن حدث فمن حقه أن يجرجر هذا الشخص إلى المحاكم ويطالب بتعويض.
إن ما يحدث الآن فى تليفزيون الدولة والقنوات المصرية الخاصة خلط ما بين صفة الأب كرب الأسرة وصفة الرئيس، الابن لو فكر فى طرد والده من منزله يستحق عقاب السماء والأرض، أما الشعب حين يفكر أن ينهى فترة رئاسة رئيسه لأنه لم يحقق أحلامه وطموحاته، فهو يتمسك بحقه الذى كفله له الدستور.
لم نعتد فى مصر منذ انتهاء الملكية وقيام الجمهورية أن نودع رئيساً لننتخب آخر والرئيس السابق على قيد الحياة، وهو ما خلق حالة عاطفية عند عدد كبير من أفراد الشعب بعد بيان الرئيس الذى أعلن فيه عدم ترشحه لفترة رئاسية أخرى، الناس تتحدث عن الرئيس باعتباره الأب الذى لم نعرف غيره طوال ٣٠ سنة، فكيف نبعده بهذه الصورة.
حسنى مبارك رئيس يحق لنا أن نقول له مع السلامة شرفتنا، وليس أباً علينا أن نتحمله ونرعاه وهو فى سرير المرض انظر لاسمك فى جواز السفر، وجنسيتك لتدرك أن حسنى مبارك ليس أباك، وأنك لا تعيش على أرضه، ولكننا جميعاً نعيش على أرض مصر، وهى ليست ملكاً لأحد ولن يملكنا أحد.
استيقظت على تليفون من والدتى، كان صوتها حزيناً وهى تقول لى «عايزين إيه تانى من الريس إيه قلة الأدب دى؟ الأولاد دول ماتربوش، اعتبروه أبوكم يا ناس» لم تكن أمى فقط هى صاحبة فكرة احترام الرئيس الأب، ولكننى وجدتها منتشرة فى كل قنوات التليفزيون المصرى الحكومية والخاصة، وجعلنى ذلك أتذكر مقالاً قرأته منذ فترة طويلة، وكان للدكتور زكى نجيب محمود، كتبه فى نهاية السبعينيات من القرن الماضى، يحلل فيه الصفة التى أطلقها الرئيس السادات على نفسه فى ذلك الحين وتم ترويجها فى الشارع المصرى وهى «رب العائلة المصرية» وقيم القرية وأهمها «العيب» التى أراد بها السادات تكميم أفواه معارضيه.
حلل المفكر الفيلسوف هذه الحالة، وانتهى إلى أن صفة «رب العيلة» و«العيب» معايير لا يجوز التعامل بها مع رئيس الدولة، فالقيم والمعايير التى تحكم العلاقة داخل الأسرة تقوم على أواصر الدم والقرابة والخروج عن طاعة رب الأسرة، فى تلك الحالة، تُعد عقوقاً وهو ذنب وخطيئة تجرمهما كل الأديان السماوية والأعراف الاجتماعية، لا يجوز للابن الخروج عن طاعة والده، حتى إن أخطأ هذا الأخير فى حقه، أو حتى طمع فى ماله فكما يقول رسولنا الكريم «أنت ومالك لأبيك» الأب يتحكم ويفرض رأيه فى الأسرة، فالديمقراطية لا تمارس فى نطاقها، فنحن لا نختار آباءنا كما أننا جميعاً نؤمن بأن الأب يعمل من أجل صالح أسرته مهما حدث، لا يختلف اثنان على أن الأب يريد الأفضل لأبنه، فالأبوة هى علاقة إيثار لا مثيل لها فى حين أن العلاقات الأخرى تحكمها المصالح المتبادلة، وهو ما يحدث فى الدولة.
رئيس الجمهورية يتم اختياره لأداء مهمة معينة وهى قيادة الدولة خلال فترة زمنية محددة فى دستور البلاد لا يجوز مهما كان ناجحاً وحكيماً تجاوزها احتراماً للدستور ومبدأ تداول السلطة، فالرئيس موظف رفيع المستوى عند شعبه، ينفق الشعب من قوته على سفرياته وإجازاته ومظهره ومظهر أفراد أسرته، مقابل أن يدير هذا البلد ومقدراته بأفضل طريقة توفر للشعب حياة كريمة حرة وآمنة، يتمتع فيها بالعدل والمساواة، هذا هو الحال فى جميع دول العالم الديمقراطية، لا يتم الخلط بين الخاص والعام فى شخص الرئيس، حين يهاجم أفراد الشعب الرؤساء ويسخرون منهم فى رسوم كاريكاتورية أو بشعارات تخرج عن اللياقة، يهاجم هنا رئيس الدولة بصفته وليس لشخصه، فبوش وهو فى السلطة تم تصنيع دُمَى تشبهه وتم حرقها فى كل مكان فى العالم بعد غزو العراق، وتم وصفه بأشنع الصفات ولم يكن فى إمكانه محاكمة أو معاقبة أو حتى إدانة من فعل ذلك، أما الآن وهو خارج السلطة فليس من حق أحد إهانته أو تجريحه فى معرض حديث عن شخصه، وإن حدث فمن حقه أن يجرجر هذا الشخص إلى المحاكم ويطالب بتعويض.
إن ما يحدث الآن فى تليفزيون الدولة والقنوات المصرية الخاصة خلط ما بين صفة الأب كرب الأسرة وصفة الرئيس، الابن لو فكر فى طرد والده من منزله يستحق عقاب السماء والأرض، أما الشعب حين يفكر أن ينهى فترة رئاسة رئيسه لأنه لم يحقق أحلامه وطموحاته، فهو يتمسك بحقه الذى كفله له الدستور.
لم نعتد فى مصر منذ انتهاء الملكية وقيام الجمهورية أن نودع رئيساً لننتخب آخر والرئيس السابق على قيد الحياة، وهو ما خلق حالة عاطفية عند عدد كبير من أفراد الشعب بعد بيان الرئيس الذى أعلن فيه عدم ترشحه لفترة رئاسية أخرى، الناس تتحدث عن الرئيس باعتباره الأب الذى لم نعرف غيره طوال ٣٠ سنة، فكيف نبعده بهذه الصورة.
حسنى مبارك رئيس يحق لنا أن نقول له مع السلامة شرفتنا، وليس أباً علينا أن نتحمله ونرعاه وهو فى سرير المرض انظر لاسمك فى جواز السفر، وجنسيتك لتدرك أن حسنى مبارك ليس أباك، وأنك لا تعيش على أرضه، ولكننا جميعاً نعيش على أرض مصر، وهى ليست ملكاً لأحد ولن يملكنا أحد.
الخميس أكتوبر 04, 2012 8:42 am من طرف عمر المصرى
» الفصل السادس لقصة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
الخميس أكتوبر 04, 2012 8:25 am من طرف عمر المصرى
» الفصل الخامس لقصة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
الخميس أكتوبر 04, 2012 8:23 am من طرف عمر المصرى
» الفصل الرابع لقصة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
الخميس أكتوبر 04, 2012 8:21 am من طرف عمر المصرى
» الفصل الثالث لقصة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
الخميس أكتوبر 04, 2012 8:19 am من طرف عمر المصرى
» الفصل الثانى لقصة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
الخميس أكتوبر 04, 2012 8:18 am من طرف عمر المصرى
» محمد عليه الصلاة السلام
الخميس أكتوبر 04, 2012 8:17 am من طرف عمر المصرى
» إبراهيم عليه السلام
الخميس أكتوبر 04, 2012 8:13 am من طرف عمر المصرى
» الفصل الثالث لقصة سيدنا نوح
الخميس أكتوبر 04, 2012 8:11 am من طرف عمر المصرى
» الفصل الثانى لقصة نوح
الخميس أكتوبر 04, 2012 8:09 am من طرف عمر المصرى
» نوح عليه السلام
الخميس أكتوبر 04, 2012 8:08 am من طرف عمر المصرى
» إدريس عليه السلام
الخميس أكتوبر 04, 2012 8:05 am من طرف عمر المصرى
» شيث عليه السلام
الخميس أكتوبر 04, 2012 8:04 am من طرف عمر المصرى
» الفصل الرابع لقصة سيدنا ادم
الخميس أكتوبر 04, 2012 8:02 am من طرف عمر المصرى
» الفصل الثالث لقصة سيدنا ادم
الخميس أكتوبر 04, 2012 7:57 am من طرف عمر المصرى
» الفصل الثانى لقصة سيدنا ادم
الخميس أكتوبر 04, 2012 7:55 am من طرف عمر المصرى
» خلق ادم عليه السلام
الخميس أكتوبر 04, 2012 7:50 am من طرف عمر المصرى
» صور مضحكة واحذركم ان توفى احد من كثرة الضحك انا غير مسؤل
الخميس مايو 24, 2012 2:40 am من طرف عمر المصرى
» مشاهدة فيلم كف القمر لعيد الاضحي 2012
السبت نوفمبر 05, 2011 8:43 am من طرف بدر
» فيلم امن دولت قبل عيد الاضحي
السبت نوفمبر 05, 2011 8:28 am من طرف بدر